برلمان يوم – تحقيقات
ثمت مؤخرا، عملية ما تسمى بانتخاب أعضاء مكتب مجلس النواب في منتصف الولاية التشريعية الحادية عشرة، وهي عملية تستحق الاهتمام، والتحليل لمواكبة كيفية اشتغال مجلس النواب على الأقل في الولاية التشريعية الحالية، التي يمكن يقال عنها أنها افسد الولايات التشريعية للتوقيفات والمتابعات ومحاكمات نسبة كبيرة من ممثلي الامة، الذين ارتبطت أسماءهم في قضايا ذات طابع جنائي، رغم انهم محسوبين مشرعين طبقا لاختصاصات البرلمان.
ثلاث أسماء حامت حولها اخبار، وتحاليل، لكنها لم تبلغ الى حد الوصول الى الصورة لنقل الخبر بكل حياد، بينها ما جرى من الحزب في المعارضة المؤهل للفوز برئاسة لجنة التشريع ، التي تسارع عليها كل من الاتحاد الاشتراكي ، والحركة الشعبية، والتي آلت في نهاية المطاف الى الاتحاد الاشتراكي، تخوفا من المعارض الشرس للحكومة محمد اوزين، ولذلك قذ يكون لعب فيها دور الدركي رئيس التجمع الوطني للاحرار السيد عزيز اخنوش، ونفذ العملية راشيد الطالبي العلمي، لابعاد ممثل حزب الامازيغ، مما يذكرنا برواية المحجوبي احرضان الزايغ، ، الذي قد يكون ضغط على الاتحاد الاشتراكي لعدم التنازل للحركة الشعبية عن اللجنة، رغم انها كانت من حيث المبدأ ستؤول الى الحركة الشعبية.
ثانيا، خديجة الزومي كانت تتطلع الى التشبت بالتمثيلية داخل المكتب، لكن ثم ابعادها بقرار حزبين الاستقلال والتجمع، كما قد يكون من وراءه راشيد الطالبي العلمي أقنع نزار بركة، ان يرشح عبد الصمد قيوح لمنصب النائب الأول للرئيس …وهنا تبدا القصة.
النائب البرلماني عبد الصمد قيوح، كان على وشك الفوز، بمنصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب، لكن الفطنة، والقرار، دفع باختيار الأنسب، رغم ما يتميز به عبد الصمد قيوح، من خبرة، وحكمة، واخلاق، فان الذي أسقطه من منصب النائب الأول خجله، وسلميته، وان أي فوز قيوح بهذا المنصب سيترك الفراغ لراشيد الطالبي العلمي ان يصول ويجول في قراراته، وتنزيله لقرارات وصفقات، من دون ان يتعرض للمساءلة من طرف نائبه الأول.
ومن هنا، كان القرار اقوى من راشيد الطالبي العلمي، قبول تعيين ما يعني (ترشيح) معارضا له من حزب الاصالة والمعاصرة النائب البرلماني محمد الصباري، نائبا أولا، نظرا لما يتميز به هذا المنصب من مسؤولية في الاختصاصات بين الرئيس ونائبه الأول، والتي نوردها كما يلي:
اختصاصات النائب الأول، تستند إلى ماهو منصوص عليه في النظام الداخلي للرئيس الذي يظل المسؤول الأول، و المخاطب الوحيد مع الجهات العليا للدولة ، ولذلك فهو الذي يساعد الرئيس في حضوره على مستوى كل اختصاصات الرئاسة، وينوب عنه في غيابه في إطار اختصاصات الرئاسة باستثناء ما يتعلق بالأمر بصرف الميزانية بما فيها ميزانية التسيير، و ميزانية التجهيز فمثلا لا يمكن له إصدار قرار توظيف أو تعيين موظفين في أية مهام أو ابرام صفقات إصلاح أو بناء . . .الخ و رغم ذلك فالرئيس يمكن أن يفوض له بعض الاختصاصات التدبيرية المحدودة، ولفترة معينة بقرار مكتوب، وموقع من طرفه و المسؤولية يتحملها الرئيس في هذه الحالة، ومعنى ذلك أن النائب الأول يكون الأكثر نفوذا في المجلس بالمقارنة مع غيره من نواب الرئيس.
وعليه، فهل النائب الأول لرئيس مجلس النواب السيد محمد الصباري، سيكون في مستوى هذا المنصب، وينفذ اختصاصاته، والبداية فتح ملفات الدراسات التي استفادت منها مكاتب، ودراستها، وتكلفتها، ومن هي المكاتب المستفيدة من هاته الدراسات، ومراقبة الصفقات، والوقوف عن التمثيلية الديبلوماسية، وما هي الاختصاصات التدبيرية التي سيفوضها له الرئيس، وما ان كانت فقط ثانوية لتبرير التفويض، وبالتالي اسكات صوت له رمزيته في المكتب.
عل العموم من جانبنا سنواصل البحث والتحقيق، في الموضوع، لان الامر يتعلق بمسار حزب مؤهل ان يصبح الأول في الاستحقاقات التشريعية المقبلة ” الاصالة والمعاصرة” والتي حسب معطيات سيتم تمديد الولاية التشريعية الحالية لمدة سبعة أشهر إضافية، لملائمة كافة الاستحقاقات تجرى في موعد واحد تزامنا مع انتخابات مجلس المستشارين.
ف.الرفاعي
برلمان يوم https://www.barlamanyoum.com/